تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
" وفاة أربعة أشقاء غرقا في سد الكرامة " ، عبارة أدمت قلوب الأردنيين في اليومين الماضيين ، 4 جنائز غادرت الأرض لتستقبلهم السماء فرحا بهم ملائكة شفعاء لوالديهم يوم الدين ، فاجعة جديدة تكمل سلسلة المآسي التي عاشها الأردنيون منذ سنوات بداية بفاجعة البحر الميت ، مرورا بأرواح أزهقت في مستشفى السلط بسبب نقص الأكسجين ، وصولا بهذه الكارثة التي حلت بعائلة بسيطة جدا من بيئة أبسط بكثير ، أسرة تفقد أربعة من أطفالها غرقا في " سد الموت " سد الكرامة والذي هو على حد قول أفراد هذه العائلة المنكوبة لعنة عليهم تحصد أرواح أبنائهم ،  من جديد تفتح ملف سدود الموت فقد انفردت سابقا وكانت في قلب الحدث لتنقل مأساة غرق ثلاثة أطفال في سد الملك عبدالله منذ عام ، وها هو اليوم مسلسل الأموات يستمر وكأنه يستهدف الأبرياء في عمر الورود ،  كنا في موقع الموت سد الكرامة لتكشف تفاصيل تنشر لأول مرة بعد أيام من تشييع جنائز الأشقاء الأربعة المتوفون غرقا ...

الرواية الامنية :
قال الناطق باسم المديرية عامر السرطاوي إن "فرق الغطس المتخصصة والعاملة في مديرية دفاع مدني البلقاء تعاملت مساء الثلاثاء بتاريخ 6 / 7 / 2021 مع وفاة 4 أطفال أشقاء تعرضوا للغرق داخل مياه سد الكرامة غرب البلقاء، حيث تم إخراج جثث الأطفال بمساعدة المواطنين، وإخلائهم إلى مستشفى الشونة الجنوبية الحكومي، وفتح تحقيق في الحادثة".
وفورا تم تشكيل فريق لمعرفة كيفية دخول 4 أطفال إلى مياه سد الكرامة وتعرضهم للغرق ووفاتهم بداخله.
وأوضحت الأمينة العامة لسلطة وادي الأردن منار المحاسنة، أنه "يوجد حراسة على كافة سدود الأردن تعمل على مدار الساعة"، لكنها أكدت أن "السدود تقع على مساحات كبيرة ولا يمكن السيطرة على حراستها بشكل كامل لمنع اقتراب وسباحة الأشخاص بها".
وسد الكرامة يقع في منطقة الأغوار قرب منطقة الشونة الجنوبية وتبلغ سعته التخزينية 55 مليون متر مكعب أنشئ عام 1997 والهدف منه ري المزروعات والشرب.
محاسنة، بينت أن "أكثر حالات الغرق الأخيرة حصلت في قناة الملك عبدالله".

جد الأطفال يروي تفاصيل لأول مرة تنشر ...
يقول محمود حمد جد الأطفال الراحلين سلمى ونور ومحمد و طلال وأعمارهم من 10 إلى 5 سنوات " إنهم ذهبوا إلى منطقة السد والقريبة منهم بهدف اللعب بالقرب منه لينزلقوا واحدا تلو الآخر في المياه ، أرادوا إنقاذ بعضهم فماتوا جميعا ، وعندما اكتشف الأهل غيابهم ذهبوا للبحث عنهم ليجدوا ثلاث جثث منهم عائمة على سطح الماء ، تم نقلهم إلى المستشفى فورا ، ليتم البحث مجددا عن الطفلة الرابعة وبعد نصف ساعة وجدت أيضا جثة في نفس المكان ".
وتابع الجد بصدمة عند سؤاله عن حال والدة الأطفال بعد وفاتهم " أنها في حالة صدمة كبيرة جدا ، تعيش أكبر مأساة في حياتها غائبة عن الوعي ، تعجز عن تقبل ما حصل ، رغم أنها انتشلت جثة أحد أبنائها بيديها من السد ".
وأضاف " هذا سد الموت لا رقابة عليه من قبل الحكومة ولا حتى حماية ، لا يوجد له فائدة نهائيا مياهه غير صالحة للزراعة أو الشرب ولا حتى للمواشي ، هو فقط يحصد أرواح أبنائنا ويفجعنا بهم ، ونحن نطالب بسحب مياهه وتفريغه حتى يتوقف سلسال الموت الذي يحيط بنا ".

والد الأطفال الأربعة " شاهدت أبنائي لآخر مرة في المسجد قبل دفنهم " ...
الأب رائد حمد في حالة ضياع وصدمة و يؤكد بأنه لم يعلم بوفاة أبنائه الأربعة دفعة واحدة ، فعند علمه بموت الأول أدخل إلى المستشفى في حالة انهيار ومع مرور الوقت تم إبلاغه بحجم الفاجعة وموت الأربعة ، وأضاف بأنه لم يستطع أن يشهد دفنهم فقد ودعهم عند الصلاة عليهم في المسجد ، وهو ووالدتهم في وضع مأساوي يعجزان عن تقبل ما حصل ولكنهما ينتظران عوض الله في الطفلين المتبقيين لديهما .